الدكتور منجي على بدر يكتب :  الهجوم الإيراني علي إسرائيل وتقديرات الخسائر الاقتصادية

 الدكتور منجي على بدر عضو مجلس ادارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة 
 الدكتور منجي على بدر عضو مجلس ادارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة 


 استكملت إيران هجومها علي إسرائيل باعتباره رداً علي قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق ، وتعتبر إسرائيل الهجوم فشلاً لإيران حيث تم اعتراض ٩٩٪؜ من الصواريخ والطائرات الإيرانية وتدميرها حتي قبل دخولها أجواء إسرائيل  وذلك بالتعاون مع حلفائها بقيادة الولايات المتحدة الامريكية .


 وضربت إيران إسرائيل بشكل مباشر للمرة الأولي في التاريخ مما قد يؤدى لتغيير قواعد اللعبة في المنطقة، ونجح عدد محدود من صواريخ إيران في إصابة مطار عسكري في النقب والذى انطلقت منه الطائرات التي ضربت قنصليتها، وكذا موقع عسكري آخر مطار رامون وقاعدة نباتيم ، كما أن مشاهدة الصواريخ الإيرانية في سماء إسرائيل للمرة الأولي يزيد من حالة القلق والتوتر في إسرائيل. 


 وتدرك إيران أن معظم صواريخها سيتم إسقاطه بفعل المضادات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية وبعض الدول العربية التي يتردد أنها شاركت في الرصد والاعتراض ، وأعلنت ايران أن الهجوم تجنب المناطق المدنية ولم يستهدف سوي المواقع العسكرية في إسرائيل  .


  ومن المنتظر أن تقود الولايات المتحدة  تحركاً عالميا ضد إيران ومحاصرتها بالمزيد من العقوبات ، والسعي لقرار في مجلس الأمن اليوم الاحد يدينها مع إدراكها باحتمالات استخدام الڤيتو الروسي والصيني .
 ورغم أن إيران أوضحت أنها لا ترغب في توسيع دائرة الحرب وكذا باقي دول المنطقة ، فإن منطقتنا بعد تاريخ 7 أكتوبر و 13 إبريل لن تكون كما كانت عليه قبل هذين التاريخين .


 وأشارت بعض صحف أسرائيل أنها أنفقت ما قد يصل لنحو 1.35 مليار دولار خلال ليلة واحدة من أجل التصدي لهجوم إيران باستخدام مئات المسيرات والصواريخ الباليستية وأن التكلفة تشمل فقط التصدي للمسيرات والصواريخ دون إدراج الخسائر الميدانية، والتي أعلن الجيش الاسرائيلى أنها طفيفة وأن كل صاروخ من "نظام آرو الذي يستهدف الصواريخ الباليستية يكلف نحو 3.5 مليون دولار، بينما تدفع إسرائيل نحو مليون دولار لكل صاروخ في نظام "مقلاع داود الخاص باعتراض صواريخ كروز، إضافة إلى تكاليف تشغيل الطائرات المكلفة باستهداف المسيرات بالاضافة لحدوث ضرر طفيف في قاعدة نفاطيم الجوية في بئر السبع جنوبي إسرائيل.


  وعن خسائر دول الخليج ، فقد تكبدت أسواق الأسهم الخليجية العاملة اليوم الأحد بعد إجازة عيد الفطر، خسائر حادة عقب الهجوم الايرانى على اسرائيل الليلة الماضية كما اكتست مؤشرات الخليج باللون الأحمر، وسط انخفاضات تجاوزت 1% عند الافتتاح، فيما لا تعمل بورصات أبوظبي ودبي والبحرين, كما انخفضت قيمة الريال الايرانى أمام الدولار ، كما تعانى شركات الطيران العالمية من التوتر فى المنطقة .


 وأما عن خسائر دول المنطقة من الهجوم الايرانى ، قد تتعدى التقديرات المباشرة الى قيم قد تؤثر على النمو والاستقرار.

 وقال رئيس هيئة الأركان الإيرانية أن هجومنا انتهى ولا نرغب في مواصلته، لكن سنرد بقوة إذا ما استهدفت إسرائيل مصالحنا، موضحا أنه إذا ردت إسرائيل فإن عمليتنا المقبلة ستكون أكبر بكثير.
وتفاوتت ردود الفعل الدولية تجاه الضربات الجوية الإيرانية على إسرائيل بين الإعراب عن القلق وإطلاق التحذيرات وإدانات غربية وتأكيدات أميركية على الالتزام بأمن إسرائيل.


 هذا، وبدأت الحياة تعود لشبه طبيعتها فى المنطقة بعد اعلان ايران انتهاء الهجوم وتوجيه أمريكا لاسرائيل بعدم الرد فى الوقت الراهن, ولكن الشرق الأوسط  بعد تاريخ 7 أكتوبر2023  و 13 إبريل 2024 لن يكون كما كان عليه من قبل، وربما يكون الشرق مجالا لكى تثبت الولايات المتحدة وحلفاؤها أنهم مازالوا يملكون زمام المبادرة والقوة على المستوى العالمى خاصة بعد الفشل فى أوكرانيا وبعض المناطق  .



 

ترشيحاتنا